فن السُـباب بعد النجاح .. رزق والسعدي مثلا .. للنقاش

لـم تكن خلافات الكاتب هاني السعدي والمخرج يوسف رزق هذه المرة حبيسة صفحات الجرائد والمجلات بل طفحت

لتكون اتهامات واتهامات مضادة على الهواء ..

في تقرير عرضـته أمس روتانا ضمن آخر الأخبار تقيأ كل من رزق و السعدي ما لديه اتجاه الآخر وبدا تهجم هاني السعدي

واضحا بسبب عملهما الأخير " سفر الحجارة " الذي كتب نصه هاني السعدي قبل سبع سنوات ولم ير طريق النور إلا

هذا الـعام لـكن ببتر للنص وإضافة مشاهد من يوسف رزق الذي لم ينفي اتهام السعدي له بل زاد على ذلك بقوله بأنه

دوماً ما يضع شروطا تسمـح له بتغيير النص حتى يرضيه هو .

وفي زحمة المهاترة هذه لا يعنينا سوى أن نتساءل ..


لماذا قدر الإنفصال بدون تراض ٍ يلاحق بعض من عاشوا لحظات من النجاح سويـة ؟



لـنعد إلى بداية القصة مع السعدي و رزق

فبداية تعاملهما كان بمسلسل " قتل الربيع " و وصل نجاحهما سويا أوجه في " حاجز الصمت " " أسياد المال " " الخط الأحمر "

هذه الأعمال التي حصدت نسبة مشاهدة عالية وليـُمحق كل هذا النجاح بـ " سفر الحجارة " الذي كان ساذجا وسخيفا في طرحه

هاني السعدي تحدث في التقرير أن خط غزة الذي كان له نصيب وافر من العمل لم يكن في النص أصلا لأنه كتب النص

منذ سنين سبع ولم يجري تعديلات عليه وأكمل قائلا بأنه لن يتعامل بعدها مع يوسف رزق الذي حول العمل إلى سلسلة

معارك ليقول أنا مخرج معارك ممتاز على حد تعبير السعدي

يوسف رزق امتنع عن الرد على كثير من النقاط التي طرحها السعدي قائلا بأنه لا يحب أن يحدث شرخا أكبر

مع شخص يعتبره صديقا و أضاف قائلا للصحفية التي أجرت معه اللقاء " إنتو الصحافة مالكو شغل بهي القصة "



وكي نبتعد عن خلاف " سفر الحجارة " لنستذكر على وجه السرعة بعض شللية أعمال هذين الإثنين ..



لا زلنا نتذكر ثنائية يوسف رزق مع الروائي خيري الذهبي " وردة لخريف العمر " و " مخالب الياسمين " الذي

لازلنا نتذكر أيضا مشهده الأخير الذي وعدنا بجزء آخر يكمل الثنائية إلى ثلاثية إلا أننا شاهدنا في العام الموالي

كاميرا رزق تبدأ مشوارها مع نصوص السعدي وألغي مشروع الجزء الثالث من " وردة لخريف العمر " رغم النهاية

التي لا تزال تحتاج لكثير من المعالجة في " مخالب الياسمين " والتي كانت متروكة لجزء ثالث .

الروائي وكاتب السيناريو خيري الذهبي لم يسرف في الحديث عن الموضوع لكن ما تناقلته الصحافة آنذاك

أن رزق تلاعب بالنصوص مما جعل الذهبي يمتنع عن إكمال المشروع .. وبالعودة لـ هاني السعدي فلا أحد ينسى

النجاح الهائل الذي حققه مع المخرج نجدت أنزور بسلسلة " الجوارح " و " الموت القادم إلى الشرق " وأعمال أخرى

كانت الفانتازيا طابعها الأساس وفجأة أعلن السعدي أنه لن يتعامل مع أنزور مرة أخرى وهو ما حدث بالفعل وأكد

أنه لن يكمل في كتابة جزء آخر من " الجوارح " لأن أنزور حذف 80 مشهدا من جزئها الأخير " البواسل " كي

يلحق العمل برمضان ! ، وحينها بدأ تراشق التهم بين أنزور و السعدي

خلاف السعدي و رزق اليوم يعيد إلى الأذهان سلسلة من الخلافات كان أبطالها مخرجون وكتاب وعلى غير بعيد

منا خلاف الكاتب مروان قاووق و المخرج بسام الملا بعد نجاح مشترك بينهما .

وتعيد لنا مثل هذه الخلافات التساؤل ..

إلى أي مدى يحق للمخرج أن يتلاعب بالنص الذي بين يديه بالإضافة والحذف دون الرجوع إلى الكاتب ؟

وأين حقوق كتاب السيناريو وسط هذه المعمعة ؟

وإلى متى سيبقى انهيار الثنائيات الناجحة خيارا لا يقبل إلا تبادل التهم والشتائم كحل يتيتم ؟



موضوع يجر إلى موضوع

وبالأخير


آراؤكم هي من تثري نقاشنا ورؤيتكم للب الخلاف يكمل طرحنا